بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 يوليو 2015

وبينما كان المريد، الذي انتابه شعور لا يمكن الافصاح عنه ...

شارع الكنيسة . تصوير الفنان شحات أشليمبو
" ... و بينما كان "المريد" - الذي انتابه شعور يصعب الافصاح عنه -لا يزال ينفض ثيابه مما علق بها من تراب بضربات خفيفة حانقة، وهو يفكر فيما يتعين عليه أن يفعله مع هذا المزعج، ذو التصرفات الخرقاء، الذي يعاني بشدة من افكاره التي عبث شيء ما في لوحة مفاتيحها، خطر بباله السؤال عما ان كان سيستطيع أن يتحمل هذا المخلوق الكئيب، الذي تجاسر عليه ،ان قرر شيخه أن يتركه يسكن في الزاوية فترة طويلة. كما خاف أن يشكل هذا الوجود الانساني المربك تهديدا لهدوء حياته وعلاقته بشيخه. وقاوم ، وهو يشعر بأن أشياء كثيرة قد تهاوت في داخله، شعورا داخليا مقيتا نما بسرعة كالفطر في أحد رفوفه العقلية، يدفعه لكي يشد راس الغريب من شعره بشدة ويدقه على الأرض، حتى يتفتت مثل كعكة بين أصابع خرقاء. ورغم أن فكرة مناقشة هذا الأمر مع شيخه كانت فكرة منطقية، فانه أقصاها من وعيه، لأنه كان يخشى أن يغرق في مستنقع النقاش مع هذا الأخير، وهو ما يعني في نهاية الأمر، أن عليه أن يقول جملة ما - وأي جملة ستكون كافية للغرض - ولكن سيتبع ذلك لزوم أن يطلق العنان لنفسه، ويخبر شيخه عن الشعور الذي انتابه منذ أن قابل "لماذا الوردة" ، بأن العالم ليس مرتبا بالشكل الذي كان يعتقده، ويسترجع كل تلك الافكار المربكة الاخرى التي مرت في راسه أمام الشيخ، والتي أشدها ايلاما ، تلك الشكوك التي انتابته بأن جزا من ماضيه العقلي لا ينتمي اليه بأي حال. ..." 

عن مخطوط رواية "الوردة بدون لماذا" . تأليف أحمد عبد السلام بن طاهر
نشرت على صفحتي على الفيس بوك بتاريخ 2 يوليو 2015
______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق