بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

اتبعني ان لم تكن طيبا!

        في تلك الليلة لم يتوقف"لماذا الوردة" عن التقلب في فراشه. وبلا مقدمات أحس بباب الزاوية يفتح على مصراعيه، وضجة تقترب من البعيد فقام مفزوعا يتملكه خوف أبله، ليرى ما ألأمر . الظلمة كانت تحاصره بعد أن ابتلعت كل شيء، فلم يستطع الرؤية. و بغتة انبعث نور باهر من فتحة الباب، فلمعت أطرافه بهالة من النور.

       صمت! ...

 اختفت الضجة فجاءة كما لو أن هناك سائلا دبقا جمد الفراغ في حالة السكون.

       (عما تبحث؟) .. تناهى اليه صوت انبعث مثل ذكرى . كان صوتا جافا تسلل من فتحة الباب كصدى، و اختلط بضربات قلبه المتسارعة. ركز "لماذا الوردة" انتباهه على الفتحة و اقترب منها بحذر مادا ذراعه اليمنى أمامه و ساترا عينيه من هالة النور بالأخرى ، وقد اجتاحه فضول حار.

عند الباب، أختفى الصوت مرة واحدة … ، غاب!...

        شاهد من خلال بياض المشهد ، الذي بدا كضباب كثيف يتداعى، كائنا يسير كالقرد على حبل ممدود بين الزاوية و برج الكنيسة، حيث كانت سيدة تستحثه بيديها على الصعود. وبغته رمقه ذو العينين الزرقاوين بنظرة ساخرة، و قهقه وهو يصيح به (كل شيء حلم يذهب ويعود، لينير دروب الحمقى)، ثم توقف في مكانه بعد أن تمكن من الوقوف على الحبل كبشري، بمعاناة، وصاح بلهجة غير مريحة ولكنها واثقة:

      (اتبعني ان لم تكن طيبا).

       حينها ثارت الريح كزوبعة فحاول المخلوق موازنة نفسه على الحبل المهتز. بعد برهة طأطأ المعني رأسه ثم القى بنفسه فاتحا ذراعيه كنسر منقض وهو ينظر باتجاه "لماذا الوردة" الذي كادت أصابعه أن تنغرس كالأنياب في الباب. اختفت الريح.

       صرخ المتهاوي ( ثمة خطر أمامك . حظا طيبا!)، ثم … انتهى.


عن مخطوط رواية "الوردة بدون لماذا" . تأليف أحمد عبد السلام بن طاهر
نشرت على صفحتي على الفيس بوك بتاريخ  5  نوفمبر 2015
____________________________________________

Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق