" ... بدأ الأمر على غير توقع مني. وقتها ضغطت أمي على يدي بقوة، وهي تنظر اليها، كما لو كانت تحدثها بعينيها، فانبعث منها صوت لا يتجاوز حد الهمس، ومع ذلك سمعته جيدا. و كان آليا ومترعا بالانفعال: "لقد القى بي من القمة". وعندما نظرت الى عينيها كان ملئهما الرعب، بينما فاضت عينا امي بالدموع وهي تهز راسها كانما لتشجعها لكي تعبر حدودا داخلية في قلب كيانها، فاضافت وعيناها المضطربتان تقلبان المكان بتمعن كمن يبحث عن شيء ما في امتداد ضبابي: "لقد القى بي من الأعالي، كما هدد!" . ولم يكن من الممكن تجاهل ما قالته، رغم أنها لم تقل أي شيء بعده، وشعرت كما لو أن الكلمات قد نزت من اعماقها تحت ضغط هائل، ثم نفذت، بعد أن أمرتها قوة قاهرة بالتزام الصمت. ورغم أن الكلمات بدت لي كما لو تقافزت خارجة من فمها بلا ارادة منها ، فانها كانت مجهدة بعد ذلك، وبالنسبة لي فقد كان ما سمعته كافيا لوحده و كان مفعما بالأسرار و الاحتمالات... "
عن مخطوط رواية "الوردة بدون لماذا" . تأليف أحمد عبد السلام بن طاهر
نشرت على صفحتي على الفيس بوك بتاريخ 30 يونيو 2015
______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق