بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 يوليو 2015

ولكن في ذلك اليوم وتلك الساعة و أمام ذلك الضريح ...

        ... ولكن في ذلك اليوم وتلك الساعة و أمام ذلك الضريح ، عندما سدد "عيازو" ذو القميص المزركش، تلك الضربة القوية الساحقة مثل مطرقة، برأسه الذي يشبه جوزة الهند القاسية الى رأس "لماذا الوردة"، كان على الأحداث أن تأخذ منعطفا آخر،بتأثير الصدفة، ولم يكن مهما وقتها - كما يحدث عند كل صدفة- ان كان"لماذا الوردة" ليس في أحسن حالاته، ليتقبل المصير الذي التف حول عنقه كحبل مشدود. و لوهلة، لم يدري هذا الأخير ما الذي حدث له، و صدم عندما تطايرت رقاقات ملونة من قبة ضريح الشيخ أمام عينيه فجاءة، كما لو أنها أرواح بهيجة فرت هاربة من أسر تلك الكينونة الساكنة المستسلمة. وأشعره ذلك بشيء حلو لجزء من الثانية، وان كان قد راوده شك واهي بان كل ما ارتسم في عينيه، كان على نحو لم يستطع تفسيره، غير حقيقي ومتخيل، ويشبه حالة تجل مفاجئة، قبل أن يصعد الآلم من مقدم وجهه الى دماغه مثل سكين محمي، مذكرا اياه من جديد بأصله البشري. وعندها … عندما انبثق الدم وترددت صرخة"لماذا الوردة"تحت السماء وهو يضغط باصابعه العشرة المرتجفة على وجهه، وتسللت لتهز سكون النائم في الضريح مختلطة بصوت ساطور الجزار في الجوار، التف"عيازو" بحركة بارعة كمصارع ثيران ماهر ليمنع تلوث قميصه بالدماء، وهو يترقب بطرف عينه الألم الذي يعرف بفطرته أنه سيولد من عيني الغريب كلهب تنين حانق."

عن مخطوط رواية "الوردة بدون لماذا" . تأليف أحمد عبد السلام بن طاهر
نشرت على صفحتي على الفيس بوك بتاريخ 3 يوليو 2015
______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق