" ... و لربما كان من المحتمل ان يجد "لماذا الوردة" نفسه محتكا مع جموع لا تعرف عن حقيقته شيئا، متفكرا بطريقته في صفوف العابرين ، الذين وصفهم في احدي المرات بانهم " ليسواأكثر من حيوات بائسة هشة تسعى بتواطئ عقلي نحو جحيمها المسكر، الذي تلفه رائحة الانتظار، الذي تعطي البعض احساسا مخدرا بأنهم لا زالو على قيد الحياة". أولربما كان من الممكن أن يعبر يتسلل في أوقات أخرى، عبر حيوات أخرى أقل قدرة على الانكسار وأقل انسانية، ملقيا بكلمات، من حين لآخر ، مونولوجات وجمل مربكة مما يلفظه العالم العقلي الذي يعيشه كي يستطيع متابعة العيش، مكررا أعترافه بأنه "لا يدري من أين أتى"، وهو يرفع يديه باتجاه الشمس كما لو كان يقدم قربانا لـ "آمون" عبر فرجة من بين السحاب، أو يصيح وهو يضيق عينيه متفرسا لبرهة في قطة تلوى ظهرها مذكرة اياه بأحد الصالحين : "اللعنة، ... لكن التاريخ كما حدث يختلف يا عباد الله..." ، وهي اللازمة التي كان يحب أن يضيفها من وقت لآخر، وهو يتقافز كفارس شاهرا سيفا مثل الفاتحين باسم الرب، بينما تتابعه بسخرية عيون تلتصق نظراتها به كغراء، وهي لاترى من وراء مظهره وحديثه المربك سوى كينونة مضطربة، مرتهنة في يد الشيطان، بينما يوجه هو اصبعه تجاهها ،كاتهام ، صائحا بصوت مرتعش كضمير في عريه، بجمل متباعدة حول "تاريخ -ما- متخيل، يصبغ أطرافه العنف". و لعله كان من الممكن أن تسير الامور مع "لماذا الوردة" على هذا النحو، هذا دون أن يدري سوى بعض الفانين بأن لديه رأيا مميزا حول هذا العالم، لعله سر بؤسه وجروح روحه وأهواله الداخلية. و لربما كان عليه أن يبدأ حياة جديدة - في مكان آخر -لا تختلف عن كل حياة عاشاها في كل مكان سابق، كهم تجدد مع أزمنة و أماكن ضاعت."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق