بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 15 أكتوبر 2015

في الفندق ...

    " استقيظت من نومي مشوش الذهن بريق جاف، وأنا أشعر بثقل في صدري و تذكرت أني كنت أحلم بأبي وهو في السجن. أبي الذي اختفى هكذا ببساطة. كان هذا الحلم يتكرر كثيرا بوضوح وانتهى اليوم باحساسي بالتهاوي نحو خواء عميق أسود، وانا - ولا أعرف كيف يمكنني أن اقولها بشكل أخر -أسبق "نفسي" في الهبوط السريع مطلقا صرخات تقطع النفس. عندما انتهى الكابوس وجدت نفسي مستقيضا كطائر مبتل وذراعي مفتوحتين كما لو أني أريد أن أتمسك بشيء. امتلأ الفراغ بشيء من خلال ما يشبه الضباب المتبدد وخف شعوري بالانقسام، فأبصرت العالم الذي غادرته البارحة بضمير ممزق و غبش يعتري حواف رؤيتي لحجرة الفندق التي يعمها الفوضى. أخذت نفسا عميقا و حمدت الله أني لم اتسبب في ايقاض رفيقي، و وفكرت بأنه لعلي لم أصرخ الا في الحلم. أشعر أن توتر الفترة الأخيرة قد انتزع مني سلامة الفكر، وملأ أحلامي بالسوداوية. التفكير في كل الامور التي تحصل ثقيل للغاية ، فمن ناحية اتضح أن موضوع "صالحة" والفتايات الاخريات أعقد كثيرا مما ضننت، وأخذ ينجب اعداد لا تنتهي من الأحداث المحيرة. وكان هذا لا يكفي لوحده، زاد الطين بلة بموضوع الفتاة على الجسر و ما حدث لها و ما سمعته في "بياصة الطرابلسي" عن "الشيء". أشعر كلما طال مكوثي في هذه المدينة بأني أريد أن انتهي من هذا الموضوع و أضعه خارج دماغي بسرعة. الساعة الآن بعد الخامسة صباحا بقليل - أتثاءب - والأسوأ من ذلك أني لست في تمام صحوي. "

عن مخطوط رواية "الوردة بدون لماذا" . تأليف أحمد عبد السلام بن طاهر
نشرت على صفحتي على الفيس بوك بتاريخ  15  أكتوبر 2015
____________________________________________


Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق