بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 أغسطس 2015

ألم وحنين ويأس ...

الصورة من تصوير الفنان شحات اشليمبو
       "... غير أن "لماذا الوردة" رفع ذراع "المريد" بقوة فابعدها ودفع به بقوة حتي سقط على السياج الحديدي المزخرف للكنيسة، وبينما كان هذا الأخير لا يزال غيرمستوعب تماما لما حدث، قفز "لماذا الوردة" عدة خطوات للخلف وهو يصيح بصوت مبحوح كما لو كان يوجه له عتابا، بعينين تقطران شررا وشفتين مرتعشتين من غضب عارم:" قا ا ا ا ا ل أمك" وهو يضرب الأرض بقدمه بقوة . وبينما التفتت المرأة ومرافقتها ذات الخدين الحمراوين باتجاهه، دون أن تعيراه أي أهتمام خاص ، ثم زادتا من سرعتهما مبتعدتين، هبط "لماذا الوردة" على ركبتيه ناظرا باتجاههما، ثم تقرفص على نفسه في وسط الشارع، وتنشق الهواء بصوت مسموع، ثم لم ليبث أن انخرط في نوبة بكاء حار بصوت مخنوق، كانما اثار شيئا ما ألما وحنينا في داخله. وحين سقط المسكين في تلك الحالة، توقف في الجوار الرجل الأصلع عن حك رأسه الذي يشبه قدر فخار أملس،و هو يغمغم بكلمات غير مفهومة بلغة أهل صقلية، و لا حت من الفتاة التي كانت تسير متمايلة بمحاذاة البارجة الحارسة نظرة سريعة متعجبة باتجاهه. وفي الحال دبت الحياة في الشارع بمذاق الدراما الاجتماعية، حيث برز فجاءة عدة رجال من الكواليس، متسائلين عما اذا كان الرجل قد سمع للتو خبر وفاة عزيز، و ارتسمت على بعضهم نظرات يمكن وصفها بالمشفقة، قبل أن يمدوا أذرعتهم ليرفعوه من ذراعية. و بينما كان البغل الذي وصل للتو يرفع رأسه مقاوما صاحبه غير راغب في مغادرة المكان، أستجاب "لماذا الوردة" للمساعدة بحركة جسمه وهو ينظر الى الأرض بارهاق، كمن يشعر بالقئ، مادا يديهه الى الجانبين على مداهما في حركة متكلفة دون مقاومة، وأدار مقلتيه بخوف الى الجانبين باحثا عن حاصد الأرواح، وهو يشعر بعدم الأمان. وبعدما اطمأن "لماذا الوردة" لسلامة موقفه، هبت نفحة متمردة من الهواء،استسلم بعدها البغل الذي كان يهدر وهو يدك الأرض بحافره، ثم سكن الهواء فجاءة، فانتاب "لماذا الوردة"انفعال يشير الى السعادة، بينما كان البدوي صاحب البغل لا يزال يلعن وهو يلتقط ربطة رأسه التي قذف بها الى الأرض وسط المعركة. ثم أحس "لماذا الوردة" بالرغبة في مواصلة الحديث الذي انقطع الى ما لا نهاية، عندما أطلق ألحيوان صوتا يأسا، لكنه لم يتذكرالموضوع ولا مع من كان يتحدث."

عن مخطوط رواية "الوردة بدون لماذا" . تأليف أحمد عبد السلام بن طاهر
نشرت على صفحتي على الفيس بوك بتاريخ  20 أغسطس 2015
____________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق